الإله التقيّ الذي فيك..
لمى أبو لطيفة : حرمان

روماف – ثقافة

لمى أبو لطيفة / الأردن

يصيرُ شيطانًا مُتدينًا حين يظن أنه قادر على تكفير الآخرين أو ازدراء اختلافاتهم دينيًا أو فكريًا..

غير واعٍ أنّ لوجودنا كبشريين معنى ساكن كالحياة

وآخر متحرك كمرور الزمن والأيام وأنّ ما بينهما صَرْحٌ مَهيبٌ

من الأسئلة اللاهوتية التي لا نعرف من إجاباتها إلّا العُشر ربّما!

ويصيرُ كلبًا نابحًا إذا عَزِمتَ على الإستهزاء بقصة حُبّ ترى أحد أبطالها منبهر بشكل جنونيّ بينما الآخر شديد العادية

-بالنسبة لك- دون الأخذ بعين الاعتبار الحبل الأثيري الذي غالبًا ما يربطهما معًا!

لا تنظر للآخرين وجروحهم وتُملي عليهم – غير مُدركٍ-كيف يتصرفون كأن تقول له انتبه الحرامي خلفك كمن يُشاهد مسرحية، أو تسأل نفسك كيف ولماذا انتقم رغم أنه يملك خيار النسيان والتجاوز!

هذا العُمر متاهة..

لا قاعدة ثابتة ومُجربة تُطبق ولا دليل مُستخدِم مُرفَق معه

وحده الذي يكون داخلها سيَعبُر الطريق الطويلة الخاطئة ثم يقرر العودة ليختار طريقًا آخر ثم يصطدم بجدارٍ طويل فاقدًا الأمل ومستسلمًا وناظرًا إلى السماء باكيًا متمنيًا الصعود إليها.. ثم يُرشده قلبه إلى الطريق بعد ألف آه وألف خيبة وتراكم مُخيف للخبرات والتجارب ثم سيجد المخرج ناظرًا خلفه مستغربًا كيف كان الطريق أمامه لكنه ضّلّ وأضاعها مراتٍ كثيرة، وسيعلم حينها أنه ورغم المآسي إلّا أنّ للمتاهة رفاهية إلاحتمالات والتجارب القابلة للتكرارعلى عكس سجن الذين لم يُمنحنوا شرفًا كهذا الضياع المُثمر!

وأنت “يا شاطر” ..

ستُدرك أن تحاذقك هذا ما كان إلاّ نتيجة حظك في الوقوف خارج المتاهة فمن البديهي أن تراها أفضل وأوضح من الذي فيها، وعند يقظتك من دهائك الذي ظننته “غنيمة” ستجد نفسك مُكبّلًا بالنظر إلى المتاهات فقط، دون الحصول على واحدة حتى!

وحينها ستؤمن أن الحياة لا تُصارعُ إلا الأقوياء.. تصدمهم وتصطدم بهم أما الضعفاء فلا تُبالي حتى بوجودهم

تعبُرهُم ويعبرونها كاللاشيء..!

 

 

https://www.facebook.com/lama.abulatifa.9/posts/2857974924468423