قراءة: حواء

حواء

روماف – ثقافة 

ميرآل البلبيسي / دمشق 

لم أكن يوماً فخورةً بعزلتي ..

لكنها كل ما أملك إمراةٌ مثلي عزيزي حادة الطباع لا يغريها العالم ..

كل ما أمكنني فعله يوماً هو تجاوز يومي بالخارج دون شجارات ودون إظهار عصبيتي المفرطة تلك ..

أعلم بمزاجيتي وأعلم لمَ تأخذني !

لطالما كانت نصوصي تخاطبك

ما أجهله هو إنك كنت تثير جنوني بأقوالك

“دعك من الروايات تلك متى ستكبرين وتعيشين واقعك كفي عن ذلك ! ”

فلماذا أخاطبك بها؟!

اخاطبك رغم نبذك لي ولها !

أيةُ حمقاءٍ أنا أتخلى عن أحلامي في سبيلك ..

حوا أنا وحواء لا تقهر ..

أواجه العالم وحدي ف كيف لا أواجه حبي أحارب سخطي وقلة حيلتي وضعفي أمام هذا الكوكب المليء بالأفكار الساذجة

قليلة المنطق كثيرة التخلف !

إلى متى ستبقى أرضي وليدة أفكار جهلك

إلى متى سيبقى الكوكب محكومٌ بعاداتٍ فرضها أناسٌ لا تعلم عن المرأة إلّا أنها “ولادة”

تحبل وتنجب أولاداً كُثر وتعيش ما نبقى لها من عمرٍ تربيهم ؟!

أعلم أنك ك قارئ الآن اصابتك الحيرة وبعضٌ من الملل

وبدأت تشعر بأن الكاتبة فاقدة جزء من عقلها إذا لم يكن كله!

ولكن سأخبرك عزيزي ما الرابط بين مزاجيتي وحدية طباعي و بين العادات التي تجعل من الإمرأة آلة ولادة لا اكثر

كيف لي أن أنمو في مجتمع لا يسمح لي بفرد جناحايّ والتحليق في سماء أحلامي

كيف لي أن أسمو كامرأة في مجتمع ذكوري بحت لا يناصر المرأة إلا في سبيل نيل إعجاب أحداهنّ ..

يكذب ويخدع ويستضعف الانثى تحت حجة “ناقصات عقل ”

كيف لي أن أقرأ ديني وأحبه إذا كان أغلب أنصار ديني يدعون لقتل الإناث في سبيل غسل العار !

أعرف أن الحديث أزعجك فالحديث لا يعرض بطولاتك ولا يشهد عن إنجازاتك القمعية في سبيل الحياة

أعلم إني أسلط ضوئي على طرف شبه منسي في مجتمعنا !

كم من أنثى أصبحت وأمست تبكي من ذكرٍ ..

ما زلت أذكر كلمة ذكر وليس رجل !

فالرجل رجل مع امرأته لا عليها فلتكفوا عن لعب دور الضحية ولتستفيقو لإناثنا المقهورين ..

لن أجزم ولا أقول الكل سأقول النصف فالإنصاف من آداب ديني !

@meral_bal

 

مقالات قد تعجبك

مقالات أخرى