شهقةٌ أخرى

روماف – شعر

أنجيلا درويش

رشفةً رشفةً

أناغي فنجاني

على شرفةٍ

نتبادلُ غصَّاتِ الأمسِ

نتلامسُ بالشفاهِ

وننفثُ بقايا البخارِ معاً

كامرأةٍ وحيدةٍ تضاجعُ

الآهاتِ خلفَ نافذةِ الشتاءِ

نفحاتٌ تهبُّ على فتراتٍ

تأخذني حالةُ الإنجابِ

فأصعدُ قبَّةَ السَّماءِ

تصادفُني منادياً

أمطري… أمطري

اسقي عراةَ الرُّوحِ

سؤالاً برسمِ البيعِ

أيَّتها الآلهةُ

كيفَ لي أنْ أمطرَ

وأنا التي هرمتُ في قمصانِهِ

على حينِ غرَّةٍ

أرتقي للمكرماتِ

أجوبُ تجاويفَ الذاكرةِ

أخوضُ حقلَ الألغامِ

لأجدَ ريحَ الحبيبِ وما تبقَّى منَ الزَّوالِ

تذكرتُ حفيفَ أجنحةٍ

ومساكبَ النعناعِ الأخضرِ

وأنِّي سلوتُ فرسانَ روايتي

كشلالٍ يجرفُني بقوَّةِ الحبِّ في الأربعينَ

انحدرتْ دهاليزُ الحضيضِ

عصرتُ نهدَ الكلماتِ

ضاقتْ حنجرتي بنبوءاتٍ

أوراقي تساقطتْ

كوجناتِ ربيعٍ زائفٍ

تكسوها حماقاتُ السُّحبِ

عفواً ! أعتذرُ!

كلُّ شيءٍ يرتجفُ

يلزمُني حناجرُ الثائرينَ

لأخفَّفَ وطأةَ البركانِ بداخلي

يلزمُني حناجرُ الشعراءِ

لأبرأَ نفسي منكَ بقصيدةٍ

وكمْ منَ القصائدِ يلزمُني ؟؟