غريق التناقضات

روماف – ثقافة

هيا غندور

ها أنا أستيقظ من جديد  

بصباح بنفسجي اللون وأحلام وردية لأغادر فراشي تارك به كل آلام المساء…  

أفكار ما قبل النوم..  

و ربما دموع أو ابتسامات… 

وأنهض بقوة شاب يعانق آماله و يرسم طريق سعادته من جديد…  

لاشرب قهوتي ثم أذهب للقائها.  

ماذا سأترتدي اليوم؟؟  

نعم قميصي الأسود فهي تحبه كثيراََ…. 

 و لن أنسى تفاصيلها….  

كعطرها المميز التي لطالما اعتادت أن تتنفسه من أطراف قميصي …  

لن أنسى الساعة الذهبية التي أهدتني إياها….  

و سأصفف شعري كما هي تحب… 

 أشعر بها هنا تشاركني قهوتي و تطبطب على آلامي 

 قائلة أنا هنا لن أغادرك لو غادر الجميع…  

أود احتضانها بقوة….  

ها أنا افتح باب منزلي لأخرج و أراها كما أفعل كل يوم  

ها أنا اليوم و غداََ و في كل يوم أخرج صباحاََ…  

لألقااهاااا…  

لألقى خيبتي….  

أو بوجه آخر كشيخ يدعي الدين و عندما ضاقت به أقسم بالله كاذباََ  

و سكير يسهر في الحانات لينسى ألم فقدان زوجته التي فقدت بحادث سير مروع يسهر مع كأسه  

و أحزانه كل ليل إلا أنه لا يكذب أبداََ  

أو من الممكن هناك امرأة تبرح أولادها ضرباََ لأنهم بالفطرة خلقوا أطفالاََ لا يجيدون التصرف  

وأخرى تبكي لأن الله لم يرزقها عائلة وأطفال  

ومن منطلق البعيد عن العين بعيد عن القلب  

سافرت إحدى الفتيات هرباََ من مكان كسر قلبها فيه  

لتصل إلى حيث يكسر قلبها من جديد وفي مكان وعالم وأشخاص جدد.. 

 لاتبحث بعيداََ أنت هو هذا التناقض 

 إن مصدره الرئيسي هو داخلك إن لم تستطع تحرير الكون من الكراهية  

وإن عجزت أن تضع فيه لين قلبك لا تنكسر من الصفعات المتتالية  

وكخطوة أَولى انهض وقف في أرضك لا تطيل النظر إلى النجوم 

 وتغرق في أحلامك البنفسجية واجعل من القسوة بدايتك ونهايتك إن لم تستطع تغيير العالم… 

 فلتكن أنت مثل هذا العالم ليس هناك فرق كبير 

 فكلاهما خياران بهدف الوصول إلى نقطة واحدة ألا وهي  

الانسجام.. العيش.. السلام