قراءة: قصائد الهايبون

قصائد الهايبون

روماف

أنجيلا درويش

نفحة

 الأنثى التي لفحت الشمس وجهها

راحت تتمشى على شاطئ لازوردي

باحثة في الأمواج المتلاطمة

عن حبٍ هرم

فعادت مكسورة الجناح إلى عشها البربري !!

موسم هذا الصيف

ليس إلا حصيدة

مخاض الذكريات

******

خيبة

أجتاحه الشوق كالجنين في بطنِ أمهِ للحرية

 تحت جنح الليل سافر عبر الوسائد

 باحثاً عن عطرٍ في ذاك الزقاق !!

 مع الأسف خانته محطات الذاكرة

حيث لم يبق منه ما يروي ظمأ الشوق إلا جدران تملأها شقوق الوحدة وبرد الشتاء ، حتى أعشاش السنونو طالته الندبات في غياب الأوطان  ،كل الدفء  تلاشى من شرفات القصيدة بقيت وحدها معلقة الذكريات والسفر بلا جواز  مستمر إلى الآن ؟

أطواق الياسمين

تدلت؛

على شرفات الغياب !!

******

رذاذ الحياة

في محراب هواك أرتل أنشودة المطر

  فتثور الروح صخباً وترتعش أوصالي عطشاً

الحب يا حبيبي

كالذئب ؛

إن لم تأكله أكلك

******

عقم

تلك الرحى غير قابلة للعطاء كما شجرة الجوز في ركن البيت المهجور، كيف لا، حتى حبة القمح أستشهدت على بيادر صماء.

رحى الوطن

تطحن على مدار الساعة

قلمي شاهد زور !!

*****

شهقه

بتلات الياسمين

سقطت صاغرة

أمام ذاك القصر

ينبوع عينيها في المآقي ناضخُ

و اللجين سال من الزمرد هارباً

حين تبدلتْ القلوب بالقلوب

والأرواح بالأرواح

كم هي غريبة

اساور أمي !

بعضها مقفلة

والبعض منها مفتوحة

عجباًِ ،عجباً

من أي سوق ابتاعتها ؟

 ألف باب وباب

 عيناي على بابك

هويتي فارغة !

******

سمفونية

في مكان ما

كان لي سقف

 كنا نتبادل النظرات خلسة

نجوب الحرية والشجن معاً

نسافر ولا نسافر !

 كم هي متوحشة

حقول الغربة

تعيد استحمامي آلاف المرات

لا تكف عن الطرقِ والنحيب

حتى الخبايا تكاتفت معها

بلا مبدئ ولا عنوان

وكأن الشفق لم يبزغ يوماً

ولا خرير ماء أنسكب

أكان الحلم جليداً ؟

أم كان السيف مسلولٍ !

دو ري مي

يغردون لحن الربيع

طيور المهاجرة !!

******

دعوة

تخيل نفسك وردة حمراء والربيع زاهرًُ حولك

وأكون بلبلآ عاشقاً لتلك الوردة

أرفرف بجناحي الصغيرتين حولك

أنشد أعزب الحان

أقترب وأشتم أطيب العطور

 من وريقاتك تارة

وأغوص تارة في أعماقك

وأتلذذ من رحيقك

خلف القضبان

أجوب فصول الأربعة

من شقوق النوافذ!!

مقالات قد تعجبك

مقالات أخرى